ما أفضل من التلفاز والسينما لتتّبع ومعرفة تاريخ ظهور مجتمع الميم/LGBTQ – من مثليين، مثليات، متحوّلين/عابرين جنسيًا، ثنائي الميل الجنسي، محايدي/ غير ثنائي الجنس – على الشاشة؟
يأخذنا الفيلم الوئائقي المميّز Visible: Out on Television في رحلة مشوّقة من خلال 5 حلقات قصيرة عن مراحل ظهورهم على الشاشة وتطوّره حتى يومنا هذا.
تاريخٌ طويل تم تقسيمه لـ 5 مواضيع للحديث عنه، ممتزج بلقطات من مسلسلات وأفلام وبرامج وأحداث معاصرة، رغبةً في ذكر الحقيقة، والحكيْ عنها
الحلقة الأولى: عن العصور المظلمة
الحلقة الثانية: التلفاز كـ أداة
الحلقة الثالثة: الوباء – عن الإيدز –
الحلقة الرابعة: مرحلة التغلغل.
الحلقة الخامسة والأخيرة: عن الحَرس الجديد.
هل حكى لكم كِبار العائلة عن تلك اللحظة الحماسية لظهور اختراع التلفاز، وتجربة شرائه لأول مرة؟
تلك اللحظة قد لا نتفهمها بشكل جيد الآن كوننا جميعًا لدينا تلفازنا الخاص، ولكن قديمًا لم يكن شراء التلفاز متاحًا للجميع، مَن كان يشتريه كان يُعتبر مميّزًا ومن أسرة ميسورة الحال… كان البث بالأبيض والأسود فقط، معظم المُقدَّم كان بث حي، الجميع كانوا يشاهدون نفس المحتوى، في نفس وقت عرضه، فتشاركوا الأحداث والتجارب، ورغم الانبهار بهذه المرحلة، ولكنه وضع الجميع تحت سيطرة مَن “يصنع ذاك المحتوى”، ويُقدّمه بالشكل الذي “يريدهُ هو” وليس ما هوَ حقيقي بالضرورة.
فلم نرَ شخصيات مختلفة الهويّة الجنسية، والجندر، كانت هناك قوالب ثابتة لشكل الأسرة وأفرادها، هناك قواعد صارمة يسير عليها الفرد كـ ذكر أو أنثى، كانت المِثلية على سبيل المثال مرفوضة قوْلاً واحدًا .. وظهورها لا يكون سوى بغرض السخرية والاستهزاء.
مُنع ذِكر تعبير (مِثلي) على الشاشات، واستبدالها بكلمات مُهينة مثل : شاذ، مريض عقلي، أنثوي..الخ.
كما كان مجتمع الميم يُوضعون في دور الشخصيات الشريرة في الأعمال الدرامية، أو القتلة والسفاحين والمرضى النفسيين والمؤذيين.. وعادةً ما تنتهي قصصهم بالإنتحار.
كانت حرب كبيرة لاقصاء مجتمع الميم، وعدم إتاحة فُرص لتوظيف ممثلين أو كُتاب أو صناع أعمال منهم، ومَن كانت تُكشف ميوله الجنسية، أو من تتناثر حوله الإشاعات يتم إقصاءه من الحياة كلها وليس من مجال التلفاز والسينما فقط.
عند ظهور الإيدز قوبِل مجتمع الميم بنظرات الاشمئزاز والغضب من الجماهير، رغم أنه مرض يُصيب الجميع، ولكن ما تم بثه على الشاشات لسنوات طويلة كان يقصر هذا المرض اللعين عليهم ويربطه باسمهم.
شعر مجتمع الميم بالوحدة والخوف، أن لا يوجد آخرين يشبهونهم، عاجزون عن رؤية انعكاسهم على الشاشة، كأنهم أشباح الجميع يتجاهل وجودهم في هذه الحياة… كانوا وحدهم أمام العالم أجمع.
وهنا يقف مجتمع الميم بنفسه من خلال الكُتـاب والممثلين وصُناع الأعمال الشجعان لتغيير القوالب، والخروج عن النمط السائد وعمل ما يعجز عنه الآخرين ويهابونه، لتقديم أنفسهم بالشكل الصحيح، أو تمثيل حكاياتهم بشكل واقعي، وهذا لم يكن بالأمر السهل… ليكونوا هُم الثورة التي لطالما انتظروها.
ليضم أخيرًا عالم التلفاز المعاصر تنوّع واضح – لكل أطياف المجتمع متضمنًا كل فئاته – أكثر من أي وقت مضى.
وهيَ رحلة يجب أن نخوضها جميعًا، لأن العالم ليْسَ مغايرين أو مثليين فقط كما ظننا.. هناك مزدوْجي التوجه الجنسي والعابرين جنسيًا وآخرين غيرهم لم نستكشف العبارات أو المصطلحات المعبّرة عن وجودهم بيْننا.
وإحدى ميزات وجود تمثيل لك على التلفاز أن الناس يرونك كـ جزء من الدولة وجزء من الثقافة، جزء من هذا المجتمع وهذه الحياة.
يساعدنا التلفاز على فهم ماهيّتنا، مانحًا المصطلحات والكلمات التي نسمعها أو نقرأها بُعدًا إنسانيًا، عندما يتجسّد في روح وجسد إنسان حقيقي تراه يتحرك ويتكلم ويشعر ويتأثر، وليسوا كائنات فضائية لا تعرف عنها شيء..أو تنفر منها لأنك ببساطة محمّل بالمفاهيم الخاطئة والصورة النمطية غير الواقعية.
عندما نشاهد التلفاز لقضاء الوقت مع أصدقائنا، أو حتى قتلاً للملل، فإن تأثيره لا يتوقف عند هذا الحد فقط، بل بطريقة ما نرى أنفسنا منعكسين على الشاشة الفضية الجميلة، فنُبحر في عوالم ونتشارك حيوات لن نجد فرصة أخرى لخوْضها.
فيديو تشويقي للفيلم الوثائقي/ trailer
#LGBTQ
#مجتمع_الميم
#سينما
#تلفزيون
#LGBTQ_HistoryMonth
#VisibleOutonTelevision




Leave a Comment