مشهد رقم (1) – غرفة إيجار في منزل – غروب / داخلي
ينفتح باب الغرفة – غرفة متوسطة الحال نظيفة، خاوية إلا من كُرسي وحيد وطاولة صغيرة، وعلى الحائط المواجهة تظهر روزنامة/ نتيجة حائط مُعلقة على تاريخ اليوم (01. يناير/ كياهك. 2018 ) – يدخل صاحب الغرفة “أستاذ مختار” رجل كبير في السن، أنيق، وتحت إبطه مُجلد قديم، ويدعو للدخول شابة في أوائل العشرينات، فقيرة الحال، طيبة، بمظهر عملي متحفظ.
أستاذ مختار بحفاوة:
“إتفضلي يا أستاذة هبة … ها إيه رأيك؟”
الشابة فرِحة وهي تتفحص أرجاء الغرفة كأنها وجدت ضالتها أخيرًا.
هبة بحماس وعفوية:
“ياااه دي مناسبة أوي، صراحة مكنتش متوقعة إني هلاقي حاجة أيام الإمتحانات دي، دا كل الطلبة سكنوا خلاص من زمان، دا أنا شوفت إعلانك على النت بالصدفة أصلاً، إنت نجدتني والله”
الأستاذ مختار مبتسمًا في ثقة:
“مش قولتلك إنها هتعجبك”
هبة بإبتسامة مُحرَجة:
“ياريت بقى تكرمني فيها، زي ما شرحتلك إمبارح ضروري أنقل القاهرة في أسرع وقت.”
الاستاذ مختار مبتسمًا في خبث:
” متقلقيش، أنا بعرف أنقّي اللى يقدّرها، وطالما جيتي يبقى مش هنختلف، دا إنتي مش هتعرفي تسيبي هنا أبدًا.”
توترت الشابة من كلماته، ولكنها حاولت الابتسام مجاملة ..
ليُكمل الاستاذ مختار متداركًا الموقف:
“طيب على ما أعملّك الشاي، هسيبِك مع الكنز دا”
يُقدم لها المُجلد الذي كان بيده – شكله فريد من نوعه، قديم الطراز، مرسوم على غلافه خطوط سميكة كضفاير باللون الأسود، وحروف عربية قديمة مُتشابكة تبدو كأنها تعاويذ – ثم يُكمل موضحًا مع نظرة الإندهاش التي ظهرت على وجه الشابة.
الأستاذ مختار متصنعًا التعمق في الذكريات:
“دا تقليد كدا إني أحتفظ بصور اللي بيأجروا مني، يعني .. علشان أفضل فاكر بصمة كل واحد دخل الأوضة دي… عجوز بقى و لوحدي، والحاجات دي بتسليني”
هبة مندهشة:
“بس دا شكله غريب أوي !”
الأستاذ مختار بعمق:
“صدقيني مفيش أحلى من الحاجات القديمة”
يترك المُجلد في يدها ثم يغادر الغرفة، ليترك الفتاة وحدها ..
تنظر حولها قبل أن تجلس على الكرسي ضامة ساقيها لبعضها وتبدأ بفتح الألبوم … تجد في الصفحة الأولى صورة فوتوجرافية يبدو عليها القِدم رغم حداثة التاريخ الملتقطة فيه، يظهر بداخلها مجموعة صغيرة من الشابات يقفنّ بوجوه حزينة، مكتوب فوق الصورة “ورشة سيناريو”، وتحت الصورة أحرف غريبة وتاريخ ( غ، أ، ف – الأول من كياهك عام 2011 )
تتعجب ولكنها تُقلب الصفحة الثانية فتجد صورة لـ 3 فتيات يجلسن حول طاولة في وضع حزين، وتحتها نفس الأحرف ولكن بتاريخ مختلف يبعد عام عن التاريخ الأول ( غ، أ، ف – الأول من كياهك عام 2012 )
تقرر الشابة تقليب عدة صفحات مرة واحدة إختصارا للوقت، لتقف عند صورة لشابة تجلس على الأرض تضم ساقيها جانبها، كفّيها فوق بعضهما البعض، وتنظر بعيدا عن اتجاه الناظر للصورة ، وتحت الصورة تظهر تلك الكتابة ( غ، أ، ف – الأول من كياهك عام 2017 )
توقفت الفتاة عن تقليب الكتاب وقد بدأ عليها التوتر الشديد، فبحذر قلّبت الصفحة لتتسع عينها عندما وجدت صورة فارغة وتحتها مكتوب بيانات اليوم ( غ، أ، ف – الأول من كياهك عام 2018 )
تفزع واقفة وتُلقي الألبوم على الأرض رعبًا.
(قطع)
مشهد (2) – غرفة إيجار في منزل – ليل/ داخلي
يدخل الأستاذ مُختار ومعه صينية صغيرة عليها كوب من الشاي للغرفة الفارغة حيث لم يعد للفتاة وجود، يتنهد كإنه اعتاد هروب الزبائن في أقرب فرصة يغيب فيها عن الغرفة، يضع الكوب على الطاولة بجانب الكُرسي، ويلتقط الألبوم المُلقى على الأرض بهدوء، ليفتحه على الصفحة المتوقع أنها كانت آخر صفحة شاهدتها الفتاة، لنجد أن صورة الفتاة أصبحت مكان الصورة الفارغة ( لقطة عُلوية تُظهرها جالسة على كرسي بمُواجِهة الناظر للصورة، وفي عيونها لمسة حُزن يائس) .. ابتسم الأستاذ مختار في ثقة وأغلق الألبوم ليجلس على الكرسي واضعًا ساقه على الأخرى بينما يرتشف الشاي بإستمتاع.
** النهاية**
بعض الملاحظات:
هذه محاولتي عام 2018 لكتابة سيناريو فيلم قصير، من فئة الرعب
الصورة بالأعلى ليست لي Image source
Very good
Go ahead
اهلااااااااااااااا منورة مدونتي
حقيقي كانت مفاجأة حلوة .. أنا ساعات بحس إني لوحدي هنا .. فشكرا إنك نورتيني <3