فيلم mm8
تميّزت حياة المحقق الخاص “ويلز” بالهدوء – رغم طبيعة عمله – فكانت عائلته المكوّنة من زوجة وابنة في شهورها الأولى تحيطها السعادة.
حتى ظهرت في حياته الأرملة الثرية “كريستان” طالبةً منه مساعدتها في اكتشاف حقيقة فيلم “على شريط 8 مليمتر” وجدته في متعلقات زوجها المُتوفى..
ومن هنا انفتحت أبواب الجحيم في حياة المحقق “ويلز” رب العائلة الحنون المهذب والمُسالم
عندما استعرض ذلك الفيلم القصير مشاهد سريعة وشنيعة لفتاة تُغــ.تصب ثم تُقتل بطريقة وحــ.شية بشــ.عة على يد رجل يرتدي قناعًا من الجلد..
لنجد أنفسنا أمام العديد من علامات الاستفهام ..
ما حقيقة ما جرى؟ هل تلك مجرد قصة تمثيلية أم حدث حقيقي؟ هل تلك الفتاة قُــ.تلت بالفعل أم لا؟
وقد ظن “ويلز” أن الأمر سيُحل بمنتهى السهولة فذاك مجرد فيلم مثل أفلام هوليود التي يتم تصويرها ولكن لا يتأذى أبطالها…ولكن الأمر بدأ يتعقّد بالفعل عندما وجد أن الفتاة -الممثلة داخل الفيلم- بالفعل مفقودة وقد حُرّرت مذكرة رسميّة باختفائها..
وقد سُدّ الطريق تمامًا بعدم معرفة “جانيت” أم الفتاة أي شيء عنها تقريبًا، فكان عليه تغيير طريقة بحثه ، فأخذ يبحث عن محلات تبيع نفس نوع الأقنعة المشابه للقناع الذي ارتداه القا.تــ.ل..وهنا تعرّف على صاحب أحد تلك المحلات ويُدعى “ماكس”، والذي عن طريقه دخل بقدميه إلى عالم مليء بالبشاعة والألم لا يمكن لأحد تصوّره. “.العالم السُفلي لصناعة الأفلام الإبا.حية ؟”
***
الفيلم إنتاج عام 1999
بطولة :يكولاس كيدج (في دور المحقق ويلز) – خواكين فينكس (في دور ماكس) – كريس باور (في دور الماكينة الرجل القا.تــل)
كتابة: أندرو كيفن والكر وإخراج : جويل شوماخر
ملاحظة هامة الفيلم للكبار فقط، لإحتوائه على كم كبير من البشاعة والدم والمشاهد المقززة التي لا يتحملها مرهفي الحِس وكارهي الدموية والعنف.
نقد الفيلم : الاضاءة الخافتة – الموسيقى التصويرية لم تكن موظفة بشكل جيد فلم تكن في محلها أغلب الوقت – بعض المشاهد التي تم تمثيلها ببرود أو بلا مشاعر.
***
احذر .. حرق للأحداث
“عندما تراقص الشيطان فإنه لا يتغيّر ..بل يغيّرك أنت”
قد ظن “ويلز” ونحن – بكل سذاجة طفولية – أن مبادئه وطهره يحميانه وأنه حتى وإن دخل عالم الرذيلة وتعامل مع دهاليزه فإنه سيخرج منه كما دخله…لكن الحقيقة أنه حينما تطورت الأحداث سريًعا وانقلب الأمر من مجرد تحقيق لمعرفة الحقيقة إلى خوف من خطر أباطرة ذاك العالم السُفلي وطرق انتقامهم ..
سأذكر مشهدين مؤثرين للغاية، ولم أنساهم رغم إنه مرور أكثر من 20 عامًا على مشاهدتي لهذا الفيلم.
المشهد الأول:
أبدع “كيدج” خلال أدائه لدور “ويلز” وانتقاله من النقيض لآخر.
ففي مشهد قــ.تله لأحد المتورطين في الجر.يمة، كان الرجل يستفز “ويلز” الواقف أمامه عاجزًا على إيجاد مبرر لما يحدث الآن، بتقيده ذلك الرجل لأخذ الاعتراف منه بدون طلب مساعدة الشرطة.
ليجد الحل في اتصاله بوالدة الفتاة المختطفة \ القــ.تيلة، راجيًا إياها أن تخبره ” كم تحب ابنتها وكم تتألم لفقدها” وأن هذا الشيء “حرمها من ابنتها بعدما قــ.تلها ببشاعة” .. أن تعطيه صك السماح بقــ.تل هذا الشرير.
يتفاجأ “ويلز” بإصابته بالخدر، فغدا بلا مشاعر! وأن همه الوحيد الآن هو قــ.تل صاحب القناع المسمى “الماكينة”، الذي عثر عليه بصعوبة بالغة.
لتكون تلك مفاجأة الفيلم (الحقيقية)…
فالماكينة (الجبار الو.حشي في ذاك الفيلم الـ 8 مليمتر، الذي عــ.ذب وقــ.تل) لم يكن سوى رجل عادي جدًا، بملامح طفولية طاغية، لم يكن عتيْ الإجرام أو مجنونًا ..
ليفتح لنا الفيلم آفاق جديدة، حيث لم يجعل صنّاع الفيلم هذا القــ.اتل به مشكلة جسدية أو عقلية أو منفّر الوجه مثلاً، بل هو إنسان “اعتيادي موجود في الحياة”، قد يكون صاحب المحل المجاور لك أو ساعي البريد، لكن بداخله وحـــ.ش خفي يتلذذ بالسباحة في الأذى والشر.
المشهد الثاني:
بعد ساعتين كاملتين – هي مدة الفيلم – من الد.ماء والمشاهد المقززة والشر الخالص المتجسد على الشاشة.
يأتينا مشهد النهاية الصامت المعبّر عن كم رهيب من المشاعر المختلطة داخل بطلنا”
حيث يدخل “ويلز” – بينما ملابسه غارقة بالد.ماء بعد معركته الفاصلة مع الماكينة – الى غرفة ابنته الصغيرة ليجدها نائمة بوجهها الطفولي البريء الذي ذكره بسابق عهده وروحه البريئة التي لم تحمل يومًا أي شرور أو بُغض لأي أحد وكانت تحلم بمشاعر طفولية بريئة في هذا العالم، فيترعد خوفًا من لمسها أو حتى الاقتراب منها احساسه بالتلوّث النفسي.
لينفجر باكيًا في مشهد مؤثر مفعم بالمشاعر، مخرجًا فيه كل ما بداخله من طاقة ألم وكره، وكأن تلك الدموع تحاول غسل روحه التي ذاقت الكثير من الألم خلال خوضه ذاك العالم الموحِش.
اعتزل “ويلز” مهنته وانعزل عن كل شيء، بعدما عجز على العودة لحياته السابقة، أو العيش بانطلاق بعد الآن، فقد سكن الانكسار عيونه.
حتى وصول خطاب ذات صباح من والدة الفتاة المقــ.تولة… تشكره بعمق على ما فعله من أجلها وابنتها، طفلتها يمكن أن سترقد الآن في سلام.
#أمنية_تحكي
#مراجعة
#review
Leave a Comment