مسرحية: 1980 وأنت طالع

وزي ما بيقولوا مازال الخيط الأحمر للقدر بيجمعني بالفرقة الجميلة دي، وللمرة الثانية تتحقق المعجزة وتمتد عروضهم ليوم 30 ديسمبر، وأقرر أن القدر أداني الهدية دي وصعب أضيّعها من ايدي .. لذا دعوت صديقتي وشقيقتي للحضور .. وفي الميعاد مُتحمسين ذهبنا جميعا لعرض مسرحية 1980 وأنت طالع.

كان جوايا مشاعر كتيرة، منها إني بحاجة لدعمهم حتى بحضوري الشخصي .. صعب تكون في عوالمنا حاجة مميزة زي دي ونتأخر عن دعمها، والا منقعدش نعترض أن فيه حاجات وحشة بقت مسيطرة على عوالمنا الصغيرة …

وكمان كان جوايا حماس، إنه يا ترى ازاي هتكون القصة؟ وهتدور عن إيه؟ هل هيكونوا نفس الأشخاص اللى شاركت معاهم فرحة عرض مسرحية “البروفة”؟، ولا فيه حد  هيزيد عليهم.. وتمنيت إن محدش ينقص منهم.

في مدخل المسرح كان فيه ناس كتيرة مستنية لحظة الدخول .. فكرت، يا ترى كم واحد فيهم من مواليد الثمانينات؟

في لحظات انتظار رفع الستار، كانت أغنيات متنوعة من فترة الثمانينات والتسعينات والألفية، فكانت البداية مع الحنين، حنين الذكريات والأغنيات اللى تربينا عليها في مراحل عمرنا .. كنت بغني مع الأغنيات بحماس كإني في حفلة، وبحرك اكتافي دليل على الإندماج لانه مش منظر أقوم اتنطط على الأغنيات، شوية وقار بقى وكدهوّن 😀

وأخيرا ظهروا الأبطال (^0^)

مع كل مشهد، نقدر نشوف نفسنا معاهم ومع حكاياتهم … عيّطنا سوا .. وضحكنا من القلب سوا .. وافتكرنا زمان سوا .. ومرّينا على الأيام وأحداثها سوا .. أحلامنا .. شعور إننا مش لوحدنا في هذا العالم .. شعور كإننا رفقاء مرحلة كانت بدايتها من الثمانينات .. زي لقاءات لم الشمل/ Reunion

إنه اخيرا بشوف ناس في عمري، مش كإني وحيدة مع مراهقين صغيرين في العمر وأنا الأكبر فيهم، لدرجة إني كنت بتساءل هو أنا لوحدي اللى عمري في الثلاثينات وليه مش بقابل حد زيي؟ .. ولكن هناك قابلتهم.

كانت قطعة مغزولة بحكمة واتقان … حكايات شديدة الخصوصية بالشخصية المصرية .. المصري اللى عايش الوجع، وارتفاع الأسعار، والبحث الدائم عن عمل وفرصة إننا نعيش حياة خاصة بينا.. نلاقي اللى يحبنا ونحبه بدون ما يسيطر علينا المجتمع بأفكاره البالية .. مصر وطردها لينا مع كل نفس بناخده .. والغربة المُخيفة اللى جوّة  قلوبنا والبرد اللي حاوط  أرواحنا قبل ما تبقى غربتنا في المكان بالسفر لبلد تانية.

رغم إني محضرتش الثورة  في مصر، ولا أحداث كثيرة حصلت في السنين الأخيرة كوني كنت بعيد وبتابعها على التليفزيون خبر بخبر، ولحظة بلحظة .. الا إن اللحظات اللى غنوا فيها أغاني بتتكلم عن الأرض، والشهيد والوجع والدم .. كان قلبي بيقولّي أن دي أكيد أغاني فترة الثورة، وتأكد لي دا لما كنت بسمع الجمهور بيغني معاهم وبيصفقوا .. وحد قال ان دي أغنية “الألتراس” .. فعيوني دمّعت .. إن الناس دي شافت كتير أوي، وبقى محفور في كيانهم حتى بمرور السنين .. فكنت ممتنة للفرقة أنهم قربوني من فترة مقدرتش احضرها وجها لوجه .. وعلشان نفضل فاكرين .. مينفعش نقطّع الصفحة ونقول إنها محصلتش بسبب الخيبة اللى وصلنا ليها دلوقتي .. اللى حصل دا كان حقيقي جدا .. حقيقي أوي لدرجة أنه يبقى حاضر معاهم على المسرح وهما بيغنّوا.

الطريق ضلمة أوي، بس لما قالولي انهم كمان “شايفين شبورة عامية عيوننا”، و“الطريق طويل أوي”، وقولت لهم يا خسارة اللى مشيته ومش عارفة أكمل ولا لاء .. قالولي “هنوّر لبعض .. نمشي ورا بعض واللى يلاقي حاجة يحذر التاني، ويطمّنه” .. عرفت إننا مع بعض في الطريق، وإني مش خايفة لوحدي زي الأول ..

رفقائي في الطريق، هما اللى في الصورة فوق اللى خدتها لهم بنفسي .. جمعتنا نفس بداية الثمانينات، ولسه بنجتمع كل فترة ومش آخرها  يوم 30 ديسمبر على مسرح الهوسابير ..

شكرًا من القلب إنكم موجودين في الدنيا، وإنكم وقفتوا  تحت الضوء وسمحتوا لنا نشوفكم  <3

وإنكوا حقيقي من الأسباب اللي مهوّنة عليّ القعدة في مصر .

Leave a Comment