” ذكريات جمعتنا ببعضنا
قابلنا صحاب وناس بتحبنا
الحياة والدنيا رحلة
طيب تخيل بكره احلى …. وإن كل حاجة ممكنة “
الأغنية شغّالة وانا بكتب هنا دلوقتي عن ذكرياتي مع مسرحية (البروفة) – نصيحة من القلب اسمعوها معايا، اللينك تحت – مش بس لأنها أغنية حلوة أوي .. ولكنها كانت شغّالة في آخر مشهد من المسرحية، كنا بنضحك وإحنا عيونّا بتدمع وبنصفق للرائعين اللى واقفين ادامنا على خشبة المسرح .. تركيبة بديعة عبّرت عنها بإقتدار أغنية ( تخيّل بكره) .. الشجن والذكريات اللى تركهم في قلوبنا أبطال فرقة ( 1980 وإنت طالع).
هيفضلوا الأشخاص دول في ذاكرتي، وابتسم ابتسامة صافية بيني وبين نفسي لما افتكر إنه ربنا قدّرني بالصدفة البحتة أحضر عرضهم، و إنه راضاني بيهم ..
من أيام ما كنت برّة مصر، وأنا بقرأ عن تجربة الفرقة مع مسرحيتهم الأولى (1980 وإنت طالع)، وقد إيه هي مسرحية مختلفة في كل شيئ .. تحمست جدا لفكرتهم وتمنيت إني أقدر في يوم أكون في مصر وأحضرها بنفسي .. وتمرّ الأيام وآخد خبطة معتبرة إن أهوه يا حلوة إنتي في مصر، غريبة وسط الناس ومش عارفة تتعاملي مع البلد الجديدة عليكي دي ..
ليظهر إعلان المسرحية الجديدة (البروفة) على صفحتهم على الفيسبوك، الأيام تعاكس معايا ومعرفش احضر برده .. كنت زعلانة أوي إن وقت عروضهم في القاهرة خلصت وإنهم حاليا في الأسكندرية .. وفجأة بالصدفة البحتة ألاقي اعلان ليهم تاني ببوست جديد بيقولوا “إحنا في القاهرة ودي أيام العروض بتاعتنا”.
يومي صعب وفاضل تقريبا 3 ساعات على ميعاد العرض، هوب لبسنا وقررنا نروح دلوقتي حالاً أنا وأختي ونحضر المسرحية، هي كدة.. وش ..”إما الآن، وإما فلا”
الطريق بالمترو كان سهل، وسؤال شخصين تلاتة بالشارع علشان أعرف أوصل لمسرح (الهوسابير) بشارع الجلاء – رمسيس.
واهيه التذكرة في ايدي .. وقلبي بيدق أوي وأنا في الصالة مستنية فتح الستار.
القصة زي اسمها .. (البروفة)، هي كواليس العمل اللى عادة منعرفش عنها حاجة، ولا بنعرف الصعوبات ولا الذكريات المُصاحبة لكل عمل لحد ما يوصل لنا بصورته النهائية.
الكواليس دي بتكون صعب تُطرح لينا، لإنها ممكن تأثر على مدى استقبالنا للعمل، لأننا مش هنقدر نفهم كل لحظاتها والتجارب اللى بيمر بيها الأبطال خلالها .. ولكنها بتكون زي بونبوناية صغيرة بتسيب طعم “الحنين والشجن” ممزوج مع بعضه جوه فم الابطال دول، لما بيلاقوا العمل النهائي طلع للنور ..
هنتعرّف على الفرقة وهي بتجمّع أفكارها علشان تعمل فكرة العرض، هنتعرّف على الصعوبات اللى بيعانوا منها في بلد بتعتبر التمثيل المسرحي “ميأكّلش عيش” .. الشباب اللى زي الورد اللى بيتفجّر بالطاقة والموهبة والحماس .. ورغبته إنه يكون فنان حقيقي، ويحترم عقلية المشاهد بتقديم حاجات مميزة فعلاً ومن القلب .. ولكنهم بيواجهوا قلة الدخل، بل انعدامه تمامًا في أوقات كتير… المسرح والمُعدات اللى محتاجة فلوس كتيرة .. البلد العجوزة الموْجوعة بيومها .. وأملهم في مستقبل وحياة وسط الضغوط اليومية القاسية.
بنعيش معاهم الأيام، والصعوبات .. لحد ما أخيرًا بيظهر العمل على أكمل وجه بصورته الكاملة بعد ما كوّنته قطع البازل اللى مليان دموع، واحباط، ووجع، وتوهة، وفرحة، وحب، وحماس، وأمل.
فعلا بدون مبالغة لم أفقد الحماس، ولم أشعر بالملل في أي لحظة .. بالعكس، أنا تفاجئت إن العرض خد ساعتين ونص تقريبًا، وأن الوقت اقترب بشدة من الساعة 11 المسا .. ولكن مكنتش حاسة بمشكلة، مكنتش مرهقة ولا مصدعة، كنت خارجة بشعور طاغي بالحنين، لمسة منعشة لقلبي كنت مفتقداها وحسيتها معاهم.
كنت ممتنة لهم على كل لحظة قضتيها معاهم، على كل كلمة حوار، على التمثيل العفوي اللى يدخل القلب كإني بشوف ناس أعرفهم وحواليا طول الوقت مش ممثلين جايين حاجة مخصوص لكام ساعة ويمشوا ..
من كتر إمتناني، كنت بتمنى إني أروح احيي وأسلم على كل فردً منهم بلا استثناء سلام باليد مع انحناءة خفيفة – بتاعت الاحترام في اليابان – تقديرًا منّي لهم .. وشكرًا على التجربة المميّزة دي.
بعد انتهاء العرض، طلبوا مننا – الحضور- اللى كان عدده صغير جدا تقريبا مش عاملين 50 بني آدم، إننا نطلع نتصوّر معاهم على المسرح صورة “سيلفي” علشان تكتمل لمستهم لينا إنهم خلاص دخلوا حياتنا .. وبقت لينا معاهم ذكريات .. وأهيه صورة تذكارية تجمعنا كلنا سوا… في لحظة جت ترتيباتها من عند ربنا علشان تفضل في ألبوم ذكرياتي اللى جوّة قلبي.
بالمناسبة: الصورة اللى فوق دي، من تصويري .. كان صورة سريعة علشان بس ألحق أصفق بذمة وضمير ليهم .. فحبيت اكتب البوست دا مع صورتي اللى كانت على موبيلي ومش شبه أي صورة تانية، وفيها الأبطال اللى قابلتهم بنفسي يومها.
اغنية أصالة (تخيل بكره)
https://soundcloud.com/etisalatmisr/vrpcl0pok9om
لمتابعة صفحة الفرقة وأعمالهم .. ارجو عمل Like لصفحتهم على الفيسبوك من هنا
Leave a Comment