اليوم العالمي للمرأة

“الحكايات التي لا تُحكى هيَ ثقلٌ على أرواح أصحابها – أمنية إبراهيم


في الأفلام عادةً ما نرى نقطة ولحظة التحوّل في حياة بطل القصة وننسى أننا قد نحصل على هكذا فرصة …
كانت تلك النقطة (بالنسبة لي) في 2012، عندما اقتربت بشدة من سن الثلاثين نظرت لحياتي لأنتبه أخيرًا أنني أعيش بلا حياة حقيقية، وزني زاد بشكل مرعب، كنت أتجاهل مشاعري واجتاز المصاعب والتجارب القاسية واحدة تلو الأخرى بشكل أوتوماتيكي في هذه اللحظة قررت أن أقف وأضع نقطة وأبدأ من أول السطر في رحلة لاكتشاف من هي “أمنية الحقيقية” نفسيا وجسديًا.


فتحت نافذة روحي للتجارب الجديدة، صنعت الأصدقاء، خسرت 40 كيلو من وزني في سنة كاملة، سافرت وتعلّمت الكثير وعملت في التطوّع وغيره،.


كل هذا تحت سمع وبصر مُعالجتي النفسية التي أخبرتني بحقيقةٍ لم أكن أنتبه لها، أنني أُغلق على الجرح وهو ملوّث وأظن أنه سيُشفى بتجاهله وسأنساه، ولكن الحقيقة أنه يتفحّش تحت جلدي ويُسمم دمي، فقررت أن أفتح الجروح وأنظّفها لتُغلق من تلقاء نفسها بهدوء ..


أنا أمنية، أعمل كـStoryTeller سواء عن طريق التدوين وكتابة المقالات أو المشاركة في أفلام وثائقية والفيديوهات التوْعوية، شاركت بتجربتي عن التحـــ.رش في الفيلم الوثائقي القصير Beyond Fear المشارك في مهرجان أبوظبي السينمائي 2014 ويطرح كيف يمكن أن تتحوّل المخاوف المتراكمة نتيجة خبرات وتجارب مؤلمة في حياتنا لقوّة وموهبة ورغبة حقيقيّةٍ في الحياة.


بعدها كنت بطلة قصة فيلمي الوثائقي القصير ” Omnia” الفائز بجائزة “المهر الإماراتي” لأفضل فيلم وثائقي قصير من مهرجان “دبي السينمائي الدولي 2015″ بالإضافة حصوله على 5 جوائز عالمية كما شارك في أكثر من 25 مهرجان دولي حول العالم مثيرًا الصعوبات والمعاناة التي مازلت تواجهني بسبب تعرضي للختان في الطفولة، ومازلت أشارك بقصصي وصوتي في عدة مشاريع أخرى لأفلام وثائقية.


من أكثر الأشياء التي دفعتني لأحكي تجربتي عن الختان هي الكلام المُرسل والمحفوظ عن تجربة قاسية كتلك، ما زال الكلام عام، مازلنا نتناقش عن مدى خطورة تلك الجريمة، وهل هي أمر ديني أم لا …


لا يرغب أحد في تجديد الخطاب، أن نتحدث عن مشاعر أخرى كشعور الخيانة من عائلتك وأنتي في سن صغيرة، عفويتك تخبرك أن تهربي من الخطر في أحضانهم، أو على مشاعر العزباء وتخوّفها من الزواج والعلاقة الجنـــ.سية في المكان الذي لُعن وحُرم من لحظة ولادتها كأنثى، أو أنه لا يوجد رب في هذا العالم يرضى بالخوف والألم والأذى النفسي لأي بشري.


فالقوانين التي تُوضع ما زالت من وضع يد الذ.كور، الذين لن يتفهموا حجم المشكلة في مجتمعات يعيش أفرادها دور الأوصياء ، يجب أن توجد عقوبات رادعة لا خلاف فيها، يكون الكل أمامها سواسية، مع تغيير الخطاب حسب المكان وطبيعته.


والأهم أن نتوقف عن الإنتباه فقط عندما نسمع عن مو.ت الصغيرات البريئات..


فهناك هناك من تعيش بـ تروما لا تتحدث عنها، غير مدركة بوجود شرخ في روحها، ومدى تشبع عقلها بأفعال وكلمات تحقر من كونها أنثى فتظن أنه من الطبيعي أن تُعامل الفتيات بهذا الشكل.

#أمنية_تحكي
#تحرش
#ختان
#حكي
#omniasays

———————-

نشرت من قبل على صفحة المبادرة النسوية “سوبروومن” في 18 مارس 2020

Leave a Comment