لقائي مع سارة مراد – سوبروومن

لقاء الصانِعة المستقبلية: أمنية إبراهيم

* بدأتي الاهتمام بالصناعة إمتى وإزاي؟

الفنون والسينما بالنسبة ليا هي زي صندوق الدونيا، كل ما نفتح نلاقي حكاية وعوالم جديدة… وكنت فاكرة أن دا الوضع الطبيعي والمعتاد عند كل البشر.

ولكن البداية الحقيقية للتصريح بهذا العشق كان مع الأفلام الوثائقية، لما قررت إني أحكي عن تجربتي مع الوجع والعنف اللي اتعرضت له زي تحرش وختان، وبمساعدة طلاب في كورسات للسينما في الإمارات قدرنا ننفذ سوا فيلمين وثائقيين قِصار Omnia and Beyond fears ،اللي دخلوا مهرجانات وحصدوا جوايز وكان فيه إحتفاء بشغلنا.

وقتها وضح ليا أن حبي مش عادي، بل مليانة بالشغف ناحية المجال دا .. رغم عدم وضوح الطريق بالكامل أني عايزة أكون في أنهي جزء بالضبط من صناعة السينما، ولكن تجربة الأفلام الوثائقية اللي لسه بخوضها على فترات بتخليني أحس مدى أهمية الأفلام في الحكي، في وصف اللي بنعجز عنه، في فتح الآفاق، وأننا نهدم الأساطير الغريبة زي إن الفيلم الوثائقي ليه شكل واحد وأنه أكيد هيكون ممل.

*درستي ورش او أخدتي كورسات فين؟

تصورت أن بمجرد استقراري في مصر هيكون فيه فرص عظيمة لتعلم أكتر في مجال السينما والصناعة ككل، ولكن لقيت فيه أسعار خيالية ومرهقة لشابة مثلي لديها إلتزامات حياتيه بتلتهم ميزانيتها، أو فيه كورسات بتعتمد على أسماء مقدمينها مش بجودة المحتوى اللي مفروض يُقدم ..

لذا تتبعت الكورسات الغلبانة اللي أسعارها بسيطة، واللي عادة بتكون كورسات يوم الواحد.. وكمان خضت كورس “سيناريو” ضمن منح لكورسات مجانية اللي كانت بتتطلب شروط كتيرة ومقابلات وتصفية بين المتقدمين، يا أخدها يا حظ أوفر في المرة القادمة .. بالإضافة لحضور أي ندوات أو “إيفنت” لفنان أو مخرج أو صانع من صناع السينما اللي بيحكوا لنا فيهم عن خبرتهم… بل نجحت في اختبارات “الجيزويت” ولكن مقدرتش أدرس معاهم بسبب ظروف شخصية طارئة.

* إيه المشاكل اللي واجهتك وانتي بتحاولي تدخلي صناعة مسيطر عليها الذكور طول الوقت؟

احباط شديد وغضب لما بيتم رفضي وعدم السماح ليا بأخذ بعض الكورسات – ودا كتير – لمجرد أن عمري تعدى 30 سنة، رغم الكل بيتشدق بكون الفنون ليس لها عمر، بس للأسف في مصر ليها عمر حتى لو مقالوش دا بشكل مباشر …

كنت بواجه كمان صعوبة… أنه طالما “في جسد أنثى” فلازم أركز أنا هاخد الكورس فين؟ وهيبدأ ويخلص الساعة كام؟ ولو متأخر هروح البيت إزاي؟ ودا كان بيمنعني إني أقعد في أي تجمعات شبابية بيتكلموا في السينما علشان معظم الوقت بيتجمعوا بعد الكورس المتأخر أصلا، وبيقعدوا على القهاوي اللي عادة مش بتناسبني في كل الأوقات، وطبعا مش هنقعد في كافيهات الا لو عايزة بيتي يتخرب..

فكنت حاسة إني معزولة، كإني بدرس حاجة ملهاش تنفيذ ولا حوار ولا مناقشة بدون استخفاف بقدراتي وأحلامي أني أدخل المجال دا .. مجرد كلام من المُحاضر وخلاص، مفيش كورس قدرت أمارس فيه بإيدي.

بيتم نزع حقي في أفلامي الوثائقية لمجرد أني مش المخرجة، كإن المجال عبارة عن مخرج العمل والباقي ملوش ستين لزمة ..

كما يتم دفعي بقصد أو بدون ناحية كتابة “السيناريو” باعتبار “ما هو إنتي بتشتغلي في التدوين والكتابة فدا أسهل” … رغم رغبتي أني أجرب كل الفروع وأعرف أنا هقدر أكون كويسة في أنهي جزء بالضبط، وهل إحساسي إني مُخرج صحيح ولا لاء.

وللأسف مفيش كورسات متنوعة متوفر وعلى درجة كافية من الكفاءة في مجالات الصناعة المتعددة، ولما أدخل كورس جديد في فرع مختلف يقولوا “كدا بتضيعي وقتك”، اثبتي على حاجة، يا سيناريو يا إخراج يا مونتاج .. أما دراسة كله مش مفيدة .. دا كان بيحبطني جدا …

جربت اني اشارك بفيلم قصير من تأليفي وإخراجي في “مهرجان الموبايل عن أفلام العنف ضد المرأة”، ولكن نظرا لقلة خبرتي في تفاصيل عمل فيلم إحترافي، ولعدم وجود علاقات كتيرة حواليا، خلاني أوقف تنفيذ الفيلم بعد تصوير نصه تقريبا، وخصوصا لعدم إلتزام الناس في الشغل بسبب أنه شغل بدون مقابل .. في السينما المستقلة بيعتمد الأفراد على تمويل أنفسهم بالمعدات وغيره ودا بيكون صعب جدا جدا.

توقفت حاليا عن الكورسات نظرًا لظروف شخصية، كون السعي ورا الصناعة وتعلمها محتاج طاقة نفسية وجسدية مش موجودة عندي حاليا، ومُكتفية بحضور مهرجانات زي MedFest ومشاهدة الفيديوهات وقراءة المقالات بدون تنفيذ فعلي ودا مسببلي حزن كبير.

* عيلتك عملت إيه لما عرفوا اهتمامك بالسينما؟،وإيه أشهر التعليقات اللي بتسمعيها منهم وهل دعموكي؟

تقريبا محدش فيهم عارف أن ليا أفلام وثائقية محققة نجاحات، وأن فيه ناس بتيجي ليا مخصوص طالبة تعمل عن حكاياتي أفلام 😃

بالنسبة لدراسة السينما كان أبويا شايف أنه مفيش داعي يضيع فلوسه في حاجة ملهاش لازمة، كون شغل السينما مش واضح المعالم … لذا كنت بصرف على نفسي في التعلم.

وقت تصوير فيلمي، كل واحد احتفظ بتعليقاته لنفسه لما لقوا إصرار مني، وخاصة أن المصاريف كنت متولياها بنفسي وبصور في غرفتي وفريق العمل بيبات فيها، ونقوم ونتحرك بعيد عنهم في بقية البيت، بس أبويا كان مش طايقنا، وشايف يعني تبقوا شباب وبنات لوحدكم بتشتغلوا لحد الفجر.

* لما بتسمعي بحالات إبتزاز جديدة داخل المجال الفني.. هل بتحسي إنك مش آمنة كفاية أو بتخافي من الـ labelling/القوْلبة اللي المجتمع هيحطها عليكي؟

قولا واحد كدا .. مفيش مفهوم للأمان في مصر بالنسبة لأنثى في رأيي، إحنا اللي بنحافظ على نفسنا من الخطر بتجنب الأماكن والأشخاص اللي عليهم مشاكل، وللأسف مش دائما كلنا بنعرف مساوئ الحاجات دي فبنقع فيها، زي مثلا مكنتش أعرف أن “وسط البلد” متأخر في الشتاء بيعرضك لمشاكل، ودا اللي حصلي فعلا في تجربة مؤسفة سببتلي صدمة نفسية حتى اللحظة.

بالإضافة أن كتير من الشباب اللي بقابلهم في الكورسات، أو اللي بنتعرف عليهم على القهاوي الثقافية عندهم مشكلة عظيمة وعميقة في تفكيرهم، ومورثهم الثقافي خرِب، بتاع طالما بنت وجرئية وبتسعي ورا حلم السينما يبقى إنتي متاحة لأي حاجة، ولو قولتي لاء يبقى إنتي رجعية ومش “بتاعة حرية وثقافة زينا”، فكان متوقع للأسف إني أتعرض لمضايقات جنـسية منهم.

#ذا_كامب
#قضايا_المرأة_المصرية
#سوبروومن
#قسم_السينما_والفن
#هي_والسينما

Leave a Comment