في أول عُمرة لي

عندما يتحدث من يسمون أنفسهم “شيوخ الدين” أو المتشددين حولنا، أشعر بشدة من ربهم عضوب، ينتظر لنا على “غلطة” .. ليحولنا إلى كُفتة

ليظل شيء ما في قلبي يتذكر رب آخر تماما رأيته في مواقف قديمة كانت تظهر لي عندما تلاحقني عائلتي باللعنات أن الله سيضعني في النار بالتأكيد.

رغم علاقتي الآن به غير جيدة على الإطلاق، يملأها الغضب والحيرة والضيق والخوف..

بس بحاول افتكرله لحظات كانت مختلفة…

في زيارة مكة لعمل عُمرة، كنت كارهة للبلد وللطقوس ولكل حاجة علشان عيلتي كإي عيلة شاطرة بتجر أطفالها وتجبرهم على التعبد بالشكل اللي هما بيشوفوه فقط مش زي ما أنت حاسس.

في أحد المواقف، اتخانقت معاهم كالعادة وسبتهم عند ماء زمزم وأنا بدعي على اليوم اللي اتخلقت فيه.

ماشية بزمجر وبهبد برجليا على الأرض فمريت من جنب الكعبة في طريقي للخروج….

لاحظت إن مكان الحجر الأسود فاضي واستغربت لإن الناس بتقطع بعض عليه يعني… لما كنت ببعد عن المكان بلاقي دايرة من الناس بتدور حوالين الكعبة، أقف وأبص ناحيتهم واتقدم ناحية اتجاه الحجر الأسود فبلاقي الدايرة دي اتفتحت والناس واقفة كإنهم مستنيين أميرة تمر، إني ممكن أقرب ومحدش هيقرب ناحيتي….

فعلا قربت لحد ما وصلت للحجر، انحنيت لعنده وقبّلته زي ما كان الناس عادة بتعمل، كل دا بدون أي حد يعترض طريقي أو يكون فيه زحام ولا كإن فيه بشر غيري اصلا…

لما رفعت راسي لقيت دفعة من هنا ولكزة من هناك كإن فجأة بقى فيه ناس…

لما بعدت أكتر صدمت إن عدد من حولي من الناس كان زي ما هوه لما شوفته أول مرة بس إزاي الباب دا افتحلي لوحدي بالشكل دا.. وخاصة إني مش مهتمة ولا شاغل بالي أصلا.

كان ملمس شفايفي طعم غريب زي كإنه طعم عطر…

حسيت ان ربنا بيراضيني ويطبطب عليا..

مكنتش هاين عليه اطلع من الحرم غضبانة بشتم وبلعن..فتركني حيرانة ومذهولة.

#ذكريات_ربانية

Leave a Comment