عن حكايات الصوت

نكمل بقى، بعد حكايات الروايح ومن قبلها حكايات الجدران، هكلمكم عن “حكايات الصوت”.

أول شغل رسمي وراتب بقى والكلام الكبير دا، كنت receptionist/ موظفة استقبال.

كان الموضوع مسخرة، في أوقات كنت مش بعرف أميز أصوات مكررة بتتصل على الشركة، ومكنتش أعرف السبب هل كان لإني مش بركز أو السرعة مش بتخليني أعرف أميز بقدر إني بتعامل معاه كـ شيئ جامد…

ولكن الغريب إني كنت بقدر من مكاني أحدد مكان الموظفين فين، بدون ما أشوفهم لإن بيني وبينهم حيطة، بس كان بسهولة بعرف أميز خطوة كل موظف، فأعرف هل هوه على مكتبه ولا في مكتب تاني ولا بيتحرك فين بالضبط في الشركة، فمحولش عليه المكالمات لحد ما يرجع مكانه تاني. 😀

حياتي كلها كنت بدخل فيها الصوت، الصمت بيجنني وبيقتلني حرفيا،ممكن يتسبب إني أعيط، بحس إني مش قادرة أتنفس ..

علشان كدا لازم لما بكون في مكان أطمن أن فيه صوت، أي صوت .. مش دوشة .. بل صوت.. فكانت الإذاعة والتليفزيون هما أركان حياتي اللى بتخليني أصمد، مش مهم شغال إيه بقدر إني متأكدة إني مش ميتة بوجودهم.

وربنا جعل ليا إختي هي ركيزة للصوت بحياتي، لما بنكون في مكان، هي بتحكي وأنا بسمع، بقى طبيعي الجيران يشكوا إنها مجنونة لإنهم سامعين صوتها بتتكلم وبترد على نفسها ومفيش حد بيتكلم أدامها 😀

بس أنا بحب أسمعها .. طريقتها في الكلام مميزة جدا كإنها هدية من السما، في كلامها بتلاقي لغات نطت جوه نفس السطر الحواري، وبتغير صوتها بمهارة وبتعمل تعليقات حلوة بصوتها .. هي التليفزيون المتنقل بتاعي – ربنا يخليها ليا – .. لما بتعيا والتليفزيون دا يسكت، حياتي كلها بتسكت معاها.

اشتغلت في شركة بشعة كانت بتستهلكني لآخر قطرة، كان الصمت بيكسر فيا، فبقيت مطفية وكإني زومبي – موتى أحياء – بتحرك بلا روح، فكانت أختي بتتسلل بليل وتشتغل جنبي موسيقى علشان أعرف أنام، وتفضل تمسح في دموعي اللى بتنزل وأنا نايمة لما الموسيقى بتلمس روحي الخايفة وبتفكرني إني لسه عايشة.

بحب الصوت اللى فيه بحة جدا جدا، ودا يمكن سبب عشقي للممثلة “ديمي مور”، بحب أقعد أسمعها زي المدمنين ..

وقت شغلي في الاستقبال كان صوتي بيصاب بالبحة فكان الناس شيفاه شيء عظيم جدا فكنت بضحك وأقولهم أنتم مدمنين برده 😀

أكتر ناس بتقرب من قلبي، هي الناس اللى بنتبادل مع بعض الأغنيات والموسيقى، نسمع بعض … الموضوع دا بيختصر سنين معرفة وعشرة بشكل مش قادرة أوصفه، بيملكوا قلبي وروحي سوا .. وبيفضلوا في الذاكرة مهما حصل تطورات ومشاغل، بيفضل جوايا دفا “الحياة” بوجودهم لما قرروا يدخلوا حياتي ويكونوا هما “صوت” فيها.

#حكايات_الصوت
#ذكريات

2 Comments

  1. علا Reply

    بحس انه الموسيقى شئ رائع بحياة الإنسان وما بتخيل حياة الناس بدونها وبالنسبه للأصوات فعلا في ناس بتحبي تسمعي صوتها عطول لأنه صوتها بحسسك بالامان

    • Omnia

      أنا بتفزع لما بلاقي حد بيقول أنه بيكره الموسيقى، بتفهم أن الأذواق بتختلف في أنواع الموسيقى بس مش بتحبها كلها على بعضها دا مفزع لانها غداء للروح فعلا

Leave a Comment