حاسة بالأمان؟

قصة قصيرة كتبتها في إحدى جلسات (أنا الحكاية) – 2018 – وسط البلد/ القاهرة …
شروطها: (الكتابة بالعامية، قصة قصيرة، كتابة حية بدون تحضيرات)
موضوع الجلسة: تعريفنا عن الأمان.
ملحوظة: دي كانت المرة الأولى لخوضي لمثل هذه التجربة، ولم أقم بالتعديل عليها.

simple Break

مساء الخير..
إزيكم؟
مرتاحين؟
النهاردة جايه أكلمكم عن حكايتي مع أمي، اللي هي كانت حكايتها مع أمها، اللى هيه جدتي يعني، وأصلا الحكاية دي بتاعة جدة جدتي .. لاء لاء الموضوع طويل أوي “ضحك من الجمهور”.
لما جيت أتجوز، روحت لمامتي بتنطط من الفرحة وبقولها: “أفرحي يا أم آية، أنا يعني “ضحكة خفيفة منها”، بنتك كبرت والعرسان بدأت تِهل.
ساعتها كان متقدملي مُعيد من الكُلية بتاعي، حاجة كدا من بتاعة الأفلام، طووول بعرض بإتفاااع، وسيم بقى وكدهون، ابن ناس.. ماكنش بيتعيب ..
وكنت الحقيقة يعني مخبيش عليكم، القلب مايل، ومن سنة أولى كمان.
أمي كانت قاعدة بتسمعني وأنا بتكلم وطايرة من الفرح وهي مبتسمة كدا وهادية، لحد ما خلّصت كلام عن كل أحلامي اللى وصلت لحد ما جوزت ابني حمادة من بنت عمته..
كُنت مستغربة أوي إنها مقاطعتنيش ولا مرة.. خوفت وقولت أكيد مش عاجبه،ا وهتطلّع فيه القطط الفطسانة وتِخلّلني جنبها لحد ما أعنس.
بس لقيتها سألتني سؤال غريب كدا .. قالتلي حاسة بالأمان؟
قولتلها أمان؟ قصدك يعني … لااااااا ممسكش إيدي وربنا، إنتي مخلفة را.جل.
بس لقتها رجعت تسألني تاني: “إنتي من جوه حاسه بالأمان؟”
الحقيقة إحترت، مكنتش فاهمة هي عايزة إيه.. ما أنا قولتلها كل الحاجات اللى تطمنها، الراجل قيمة ومركز والبنات تتمنى بس نظرة.
لقيتها بتقرب مني، قولت هنتغابى ولا إيه “ضحك من الجمهور”
وخدتني من إيدي وقعدتني أدامها على الكنبة وقالتلي وهي مبتسمة ..
“الأمان يا آية، يعني إنك تحسي إنك رقم واحد في حياته، ومش في لحظة ممكن تلاقيلك ضُرة في مشاعره أو حتى في تفكيره..
أمان لما تنامي وإنتي مش خايفة يخونك، أو لما تتعبيلك شوية يتلككلك، أو لما تمر عليكم السنين يشوف واحدة أحلى منك ولا أذكى منك فيستغنى عنك ..
يعني متخفيش يهينك أو يؤذيكي، أو تخافي تكلميه في أي موضوع فتخبّي …
أمان يعني هيسند معاكي حياتكم سوا ومش هتكوني لوحدك وهو ديكور،
هيحميكي من كلمة توجع من عيلته ولا من حد غريب .. والأهم، لما تكبروا سوا هيبقى أمانك أنه لسه مضلل عليكي بوجوده وحبه… وأنه يشوفك حلوة في كل حالاتك، عرفتي قصدي إيه بقى بالأمان؟”
من يومها مبقاش أي را.جل يدخل قلبي بالساهل، ما هو “يارا.جل” بحق يا إما بلاها.. لحد ما ربنا رزقني بأحلى هدية في الدنيا، أهوه قاعد وسطكم دلوقتي “تبتسم ابتسامة واسعة” .. عايزة أقوله أنا سايبة لولادي الأمان بوجودك.

#قصة_قصيرة

Leave a Comment