اوبريتات احتفالية

اثناء دعبستي الأثيرة في التليفزيون بالأمس وجدت أوبريت عن احتفالية الكويت ..

الألوان خلتني أفضل على القناة وأتابعها .. كانت ألوان حلوة أوي ومُشرقة، البنات كانوا مليانين جمال وحيوية، وجود البنات في حد ذاته هو الجمال الصافي .. الألحان كانت مميزة وتشدك وتخليك تحب تسمع.، الألحان الخليجية مميزة وليها طعمها الخاص وخاصة الكويتية.. الرقاصات كانت مميزة كمان وشقية .. كانت لوحة مُلونة مُبهرة.

فكرتني بصغري، كانت المدارس تتجمع في إحتفالية خاصة وكبيرة للإحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات ..

كل الفِرق من مُختلف المدارس تتجمع في مسرح المدينة الكبير .. كل مدرسة تُقدم استعراضها الخاص ثم نتجمع جميعا في لوحة نهائية لإختتام الإحتفالية.

وكنت أنا من ضمن الفِرق المُشاركة والتي تُمثل مدرستي كل عام، كوني كنت مُعتادة الإشتراك في كل الأنشطة داخل المدرسة أو على مستوى مدينتي أو مستوى الإمارات السبعة.

التحضيرات كانت مُرهقة، كنا نتلقى التدريبات بشكل يومي في الفسحة وفي نهاية اليوم الدراسي حتى نستطيع اللحاق بالموعد ..

ولكن رغم كل هذا الارهاق الا إنه كان ممُتع ونحن نسمع الأغنية المختارة لكل سنة، والحركات الراقصة الجديدة التي يجب أن نتقنها ونحفظها عن ظهر قلب، فنحن لوحة واحدة يجب أن يكون الترتيب صحيح، متناغمين مع النغمات … ثم يأتي الخياطين لأخذ المقاسات الخاصة بكل الفتيات لتجهيز الملابس الخاصة بالإحتفالية بالألوان الجميلة والمُبهرة ..

وكل نشاط له ملابسه الخاصة، الفرقة الموسيقية لها ملابس، المُرشدات/ الزهرات لها ملابسها الرسمية، الفرقة الخاصة بالاوبريت الختامي لها ملابس وهكذا ..

كنا ننظر لتصميمات العروض ونشعر بالغيرة إنه لماذا فستان العرض الخاص بي لا يشبه ذلك الأحلى الخاص بفرقة كذا ..

مازلت اذكر تصميمات كل العروض التي قمت بها .. خاصة الخاص بالسنة الأخيرة لي في المدرسة لإنه كان فستان وردي ضخم كفساتين الأميرات وكنت محتاسة فيه آخر حوسة، لإني عادة كانت معظم تصميمات العروض القديمة بتعتمد على البنطلونات أو جيبات قصيرة لعرض قصير وأرجع للبنطلونات تاني.

فدائما كان يتم وضعي في أكثر من نشاط لذا كان يجب أن أغير ملابسي سريعًا للبدء مع الفقرة الأخرى ..

كنا مُطالبين بمذاكرة دروسنا بشكل جيد أولا بأول حتى لا تؤثر التدريبات على مستوانا الدراسي، فلقد كنا نضطر في بعض الأوقات ترك الحصص لكي نقوم بالتدريب .. فكان لا يوجد تساهل من أي نوع في حالة تدني مستواك الدراسي.

بعد الانتهاء من تدريباتنا داخل المدرسة، نذهب للمسرح لعمل تدريبات مع بقية المدارس للتأكيدات على الأوبريت الختامي .. نحفظ كل شِبر في المسرح ونعرف الخطوات التي تختلف عندما تنفذها في المكان المخصص لها بدلا من الساحة الكبيرة في مدرستك … هناك نتقابل مع الجميع، مُدرسيين ومُشرفين وتلاميذ ومراحل عمرية مختلفة … يتم توزيع وجبات غداء لكي نستطيع أن نصمد أكثر في التدريبات ولعدم تأثر صحتنا بالسلب ..  الجميع يبذل جهده لكي يقوم بالمطلوب منه فهذا يعني “مكانة المدرسة” كما يقولون وغير مسموح أن نظهر بمظهر غير لائق… وخاصة لو كنا في مسابقة بين الإمارات السبعة.

وعندما يأتي اليوم المحدد، نستيقظ صباحا، نستحم ونفطر ونرتدي ملابس أول عرض ونركب حافلة المدرسة ككل صباح ولكننا هذه المرة متأنقين بملابسنا المُلونة، كل الطُلاب الأخرين ينظرون لنا بإنبهار فجميعهم سيكونون مجرد مُشاهدين بملابس المدرسة المُعتادة، ونحن من سيصنع الإحتفالية.

عند وصولنا للمدرسة يتم تجميعنا والتأكد من ملابسنا وترتيب ملابس العروض الأخرى لو كنت تشارك في أكثر من عرض، ثم يتم أخذنا بالحافلة مع المُشرفات للمسرح الكبير وهناك كل شيئ يكون مُتألق وجاهز لإستقبال الطُلاب…

عندما تحين لحظة الدخول على المسرح أمام الجماهير من العائلات والطُلاب والشيوخ والمسئولين نكون مُتحمسات، خائفات قليلا أن نخطئ …

ولكن عندما تصدح الأغنية في المكان ننسى كل قلقنا ونبدأ في الحركة بحماس وعلى وجوهنا ابتسامة واسعة عندما تتقابل عيونك مع زميلتك في الصفوف المُقابلة .. عندما ننتهى نشعر بمشاعر لا تُوصف فلقد انجزنا اللوحة بشكل بديع… شعور بالغ بالانجاز… شعور إنك كنت داخل الحدث ولست مُجرد مُتفرج.

لمشاهدة الفيديو:

https://youtu.be/DnmE7FmvYFc

 

Leave a Comment