الدحيح – أين ذهبت النساء؟

حلقة برنامج “الدحيح – أين ذهبت النساء؟” كانت فرصة لملايين المتابعين ومُلاحقي التريند أن يشهدوا وَقع مجموعة الأكاذيب التي زُرعت لأجيال في مجتمعنا الذكوري، الذي يعرف جيدًا مدى نجاح ثقافة النقل بدلاً من البحث خلف المعلومة/الخبر.

فالتبريرات التي دافع عنها باستماتة المتنطّعين بالدين، عن ضرورة تعدد الزواج بسبب أن عدد النساء أكبر من الرجال، وحملة “انقذوهم من العنوسة” تم هدمها تمامًا، ونحن الآن أمام ما يُقارب 160 مليون رجل سيظلون عزاب للأبد، لأنه لن يجدوا مقابلهم من النساء للتعرّف أو الزواج.

وأسباب قلّة عدد النساء كثيرة، بدايةً من الإجهاض في حالة كان الجنين أنثى – وهذا ليس تصرف من الجاهلية بل ما زال مستمرًا ليومنا هذا بنجاح ساحق – مرورًا بالعنف الممارَس ضدها كالختان والضرب والحبس والإجبار، وزواج القاصرات، والاساءة النفسية من أبوها وأخوها وأي ذكر بالعائلة ومن بعدهم يأتي الزوج وجرائم الإغتصاب الزوجي، والابتزاز الاقتصادي والنفسي والديني، متناقلين ميراث سام من الإهانة والحط من كل مَن تحمل لقب أنثى، وصولاً لجرائم الشرف التي ما أنزل الله بها من سلطان.

كل هذا تم تجاهله وأكثر في مقابل الترويج عن التناقص الوهمي لعدد الرجال مستشهدين بالعنف والحروب التي تُشن بسبب غضبة ” تستوستيرون” هنا أو هناك.

عندما يتقدم أحدهم للزواج بفتاة، فإن عائلتها تستميت في إثبات لمن حولهم أنها غالية كجوهرة، رغم أن تلك هي نفس الفتاة التي لا تنال أبسط حقوقها في اختيار شريك حياتها، وشكل الحياة التي ترغب فيها، فالبيوت يتم تأثيثها وفق ذوق العائلات، والمهر والشبكة والفرح وكل تفاصيل الزواج لا تملك الفتاة حق في اختيار منها تفصيلة واحدة، ولو حاولت… يتم مهاجمتها فورًا لتعود مقاليد الأمور لهم كما هو السائد…

حتى فترة الخطبة التي من المفترض أن تكون فترة تجريبيّة تتعرف فيها الفتاة على شريك حياتها وتقيّم علاقتها به، تتحوّل بقدرة قادر لمرحلة تمهيدية لـ “زواج مؤكد” يتم تجهيز تفاصيله من لحظة التقدم لخطبتها.

*

النساء هنّ كل ما نعرفه من الجنة على هذه الأرض” – الفيلسوف آلبيرت كامو”

*

قد تكون تلك هي المُعضلة، النساء لسْنَ حوريات من الجنة، ولسنَ نعمة الله في الأرض، ولسنَ كذلك طريق للنار ولا غواية للرجال. وجودهن غير مقتصر أن يكونوا زوجات صالحات مهذبات للرجال، وبالتأكيد هنّ لسنَ الوحيدات المسئولات عن إعمار الأرض…

النساء هنّ كائنات حية مثلهن كالرجل، مخلوقات في هذه الحياة من أجل وجود الكائن البشري.

إعمار الحياة يكون بمعرفتك كيف تكون بخير، وتجعل غيرك بخير، بالعلم والمعرفة، والعمل، والعدل والمحبة والخير، ومنها أيضا الإنجاب، والزواج، وغيرها الكثير.

ولكن التطرف استطاع أن ينقل صورة دونية عن المرأة، حوّلها لآلة حمقاء للإنجاب والتفريغ الجنسي للرجل، لذا تحولت لشرفه وعِرضه وسبب في دخوله النار صف أول هو وكل رجال العائلة من العَصب…

ولكن عندما فاض الكيل، خرجت الأصوات تطالب بحق المرأة في العمل، في الطموح والتعلم، في الإستقلال، في الحب وفي الزواج مما تختار وليس ما يتم فرضه عليها بسبب سنها أو مستواها الإجتماعي.

وفيلم “لحم رخيص” ليس بالبعيد .. فلقد دفعت فتيات في عمر الزهور مجبرات الثمن غاليًا من عمرهنّ وصحتهنّ وإنسانيتهنّ مقابل بعض المال.

#الدحيح

#أين_ذهبت_النساء

#رفض_العنف

#حقوق_المرأة

كتابة: أمنية إبراهيم

———————-

نُشرت من قبل على صفحة فيسبوك المبادرة النسوية “سوبروومن” في 16 يونيو 2021

Leave a Comment