#ادعم السينما العربية / #Support Arab Cinema

مع بدء حملة “ادعم السينما العربية” وأنا متحمسة للغاية لها، وبدأت بالفعل في حضور أفلام تتحدث العربية، أو تقوم بها شركات إنتاج عربية مثل “استدويو الفيلم العربي و Imagenation Abu Dhabi التي تشرفت بالعمل معهم في إنتاج فيلمي Omnia

في رأيي السينما العربية ليست هي فقط تلك التي تتحدث بلغتنا الأم، بقدر تلك التي تتكلم عن قضايا وأمور نتشارك بها في هذا العالم الصغير، وتصنعها أيادٍ عربية.

وجود مقاطع باللغة الإنجليزية أو بأي لغة أخرى هدفه مُخاطبة الجميع بلا استثناء أولا، ثم الإنتشار ثانيا.

وهي أفلام تستحق الدعم مما يُبذل فيها من جُهد، وتقنيات عالية تشابه الأفلام العالمية .. الأفلام الأمريكية لم تُصبح مشهورة من اللحظة الأولى، ولكن بالإرتقاء بالمستوى وإقبال الجماهير عليها إستطاعت أن تكون على الساحة، وأيضا بوليود الهندية، والسينما الآسيوية وضعت بصماتها على الساحة .. والآن نحن نستحق أن تكون لدينا بصمتنا الخاصة.

هنا سأتحدث عن عدة أفلام معًا .. ثلاثة منها هي أفلام وثائقية و فيلم أخير روائي طويل.

#ادعم_السينما_العربية
#SupportArabCinema

البداية كانت مع الفيلم الوثائقي التي انتظرته طويلا سمّاني ملالا / He named me Malala

للأسف لم يُحالفني الحظ في مشاهدته في السينما نظرًا لظروف سفري، وانتظرت عرضه على قناة National Geographic Abu Dhabi/ ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي.

كنت مكتئبة كوني سأراه مُدبلج للعربية، فأنا كنت أرغب في سماع صوت الشخصيات الحقيقي وطريقتهم في الكلام عن سماع صوت آخر، وخاصة أن هناك دبلجات مرهقة للأذن وبحس إنهم بيدوروا على عيل تايه ..

ولكن جمال شخصية “ملالا يوسف” كان أقوى من أي شيئ آخر، كأن اسم ملالا سيظل في التاريخ دائما يعني القوة والشجاعة والطاقة الإيجابية، فلقد سمّاها أبوها على اسم فتاة قُتلت لإنها طالبت بحقها ووقفت أمام الجميع …

الدبلجة كانت جيدة أيضا واللحظات التي قضيتها لمشاهدة الفيلم كانت تمُس القلب بحق.

“ملالا” هي فتاة مُراهقة الآن، تُكافح في لندن بعد تعرضها لحادث إطلاق النار على الجانب الأيسر من رأسها من جماعة “طالبان” عندما كانت في إحدى الحافلات في طريقها للمدرسة في “سوات” بباكستان .. لمجرد أن الفتاة تُطالب بحقها في التعلم هي وكل بنات جنسها .. ولأن “طالبان” وأمثالهم هم الشر والكراهية في هذا العالم، يتمنوا أن يكون الجميع جاهل، خائف لا يروا الا ما تحت أقدامهم وما يرميه هؤلاء القتلة من فُتات لهم .. لذا أي شخص يُفكر في الخروج من هذا القطيع فهو مُهدد بالقتل.

الفتاة الآن تُنادي في كل مكان، وقد أنشأت جمعية لدعم حق الفتاة في التعلم، في أن تكون إنسانة مثلها مثل الباقين، حقها أن ترى العالم بنورها وليس بإضاءات اللآخرين.

اقتباسات قد تُلخص الفيلم في رأيي:

على لسان والد ملالا الرائع : ” إن أُخذتْ منّي حقوقي وظللت صامتا فالأفضل أن أموت”

على لسان ملالا ردًا على الصحفي: “أبي لم يصنع ملالا، هو فقط أطلق عليّ أسمي، وأنا من أخترت أن أخوض هذه الحياة”

adnck4

الفيلم الثاني: هو فيلم وثائقي أيضًا بإسم The Tainted Veil / حجاب

حضرته وأختي في سينما VOX من أيام قليلة .. كان سبب حضوري إلى جانب دعم السينما العربية هو إنني بحاجة لرؤية فتيات مُختلفي الجنسيات ونظرتهم للحجاب ولماذا قبلوا بارتدائه.

توقعت حرقة دم وشلل مُعتاد في أي شيئ يتعلق بالمرأة، ولكن الفيلم حقًا جيد .. مُتنوّع الرأي بشكل رائع … لا يوجد تيار مُعيّن يدفعوك نحوه .. الجميع تقريبا تحدث حول أن هناك دوافع سياسية تجعل الأمر أصعب مما يبدو، ففي نهاية الأمر كما قالوا هو مجرد قطعة قماش .. لن نقتل بعضنا البعض لنثبت للآخرين أن رأيي هو الأفضل على الإطلاق .. مَن يرغب فيه فليفعل ومن لا يرغب فليظل كما هو.

ما أوْجعني فقط هو كمية الراحة والقوة المبنية عن إقتناع ومحبة لدى الفتيات الأجنبيات بدون خلفيات عربية عقيمة جاهلة .. هم يواجهنَ مشاكل عديدة في نظرة العالم نحو الإسلام عموما والمُتمثل لديهم في قطعة القماش تلك التي تضعها الفتاة .. ولكن رغم كل هذا القرف هناك قوانين تحمى حرية اللإعتقاد، حرية أن تكون آمنًا على حياتك.

أما مثال الفتاة العربية والتي تُمثل نسبة كبيرة من الفتيات في عالمنا العربي، التي إرتدت الحجاب لمليون سبب آخر بعيدا عن صفاء ذهنها، ومحبتها الخاصة لله وللدين الذي تؤمن به .. فمن الصعب إتخاذ قرار وسط ضغط المجتمع، رجال الدين، وكل حد معدي ليه رأي فيكي وفي لبسك وفي إيمانك !.

adnck4

الفيلم الوثائقي الثالث كلنا معا: مشروع التوحد / As One: The Autism Project

أيضا كنا أنا وأختي وحدنا تماما في قاعة سينما VOX فشيئ مُحبط كونك لا ترى إقبال على الأفلام الوثائقية، ولكنها نعمة من الله الا تجد تلك الكائنات التي تُدمر أي فيلم بالأكل والشرب والحركة كإنهم في الملاهي، فلا يوجد إحترام للعمل ولا للبشر ولا يوجد ذوق وأخلاق ولا أي شيئ على الأطلاق.

الفيلم أخذنا في رحلة خلال 3 أشهر مع عشر شخصيات من جنسيات مُتعددة، ديانات مُتعددة أعمار مُختلفة ولكن كان هناك قاسم مُشترك هو إصابتهم جميعا بالتوحّد .. نعيش معهم تحضيرات عرض مسرحي لطيف للغاية… صعوبات وتحديات كثيرة واجهتها الشخصيات العشرة، العائلات، والمُعلمين ومنفذي العمل .. ولكنهم جميعا في النهاية نجحوا .. إنه فيلم مميّز ويمس القلب بحق.

نظرة أخرى عن “التوحّد” بعيدًا عن العته الذى نسمعه هنا وهناك .. الأطفال طبيعيين للغاية، فقط عقلهم يعمل بشكل مختلف عنك .. إنهم ليسوا لعنة من الله ولا عقاب ولا تعتبرهم ملائكة كونهم ليسوا “كبقية الأطفال من وجهة نظرك”، فكل الأطفال ملائكة أرسلهم الله لكي يغيّروا حياتك .. إنهم ليسوا مُمتلكات ، ولا ميراثًا لاسمك ..إنهم بشر ..  لا تنسى أطفالك الآخرين وتعتبرهم كِبار وسيتفهموا حرمانهم منك وتعلّقك المَرضي بالطفل المُتوحد كأنك لا ترى غيره ، كأنك تُعوّضه عن نقص يُعاني منه وأنه ليْس كالباقين ..

بعض الأفكار البسيطة التي دونتها عن الفيلم:

على لسان أحد المنفذين: كل شخص منهم خرج من قوقعته بسرعته الخاصة، هناك من سبق بخمس خطوات، وهناك مازال في منتصف الطريق، ولكن تعرف إن تلك التجربة غيرتهم.

على لسان أب: يؤلمني أن طفلي لا يستطيع أن يبني علاقات مع الآخرين، محبوس في عالمه الخاص، فحياتنا تختلف وتتميز ويكون لها معنى بوجود الآخرين فيها.

على لسان إحدى المُعلمات: لا يوجد شيئ يجب علينا إصلاحه فيهم ، إن الله لا يُخطئ ، هم فقط احتاجوا لمن يشجعهم.

“عُمر” – أحد الأطفال – كانت لديه عادة جمع المفاتيح من كل مكان، شعرت معه كأنه يبحث عن ذلك الباب الذي يمكنه فتحه فيستطيع التعبير عن نفسه بسهولة فلا يظل حبيس نَفسه.

“جابي” كانت ترتعب من الألوان المختلفة الموجودة حولها، ولكنها استطاعت أن تغني في الحفل ببعض الهمهمات التي كانت أجمل ما يمكن للمرء أن يسمعه.

“محمد” وأغنيته الرائعة Let Me In التي تفتح الباب بننا وبينهم، وأن نخطو لعوالمهم ممسكين بأيديهم.

“If I knock on your door will you let me in? If I sing you a song will you hear my voice?”

adnck4

الفيلم الأخير في هذه القائمة هو فيلم روائي طويل ظل البحر | Sea shadow

للمخرج الإماراتي:  نواف الجناحي

لقد قابلته وجها لوجه في الشارقة خلال الحملة الترويجية التي يقوم بها “استوديو الفيلم العربي” و ” إيمج نيشن أبوظبي” حيث استعانوا به لمشاركة تجربته في صناعة الأفلام ….

شاب رائع ومميز بحق، يمكنه التحدث معك بطريقتك وبعفوية، يتحدث بثقه عن حبه وشغفه في صناعة الأفلام .. وهو ما شجعني أن أبحث عن فيلمه لرؤيته .. هو متوفر على iTunes للتحميل

فيلمه يحكي عن عدة أمور في اطار كبير هو اختلاف الأجيال، بين الشباب الصغير الذي يرغب في خوض الحياة ولديه من الطاقة والشغف الكثير مقابل الكِبار الذين نسوا كيف يمكن أن تحلم بعدما كسرتهم الحياة وحفرت آثارها في أعمارهم وملامحهم .. أصبحوا موجودين كالبحر الذي يقبع أمامهم يتمنون الخلود للأبد ولكنهم لم يعودوا يستطيعون خوض أمواجه.

adnck4

He Named Me Malala – Trailer

https://youtu.be/vE5gSHJkusU

The Tainted Veil – Trailer

https://youtu.be/BV467uY9nk8

“As One” – Trailer

https://youtu.be/HPw4BxVVnVc

Sea shadow – Trailer

https://youtu.be/dR3fDDPl7t8

 

Leave a Comment