زمان وأنا صغيرة أوي، دايما في الأجازة المدرسية كان لازم ننزل مصر، ومكنتش بحب الحكاية دي، ولكن كانت عندي ذكريات صغيرة أوي منها.. زي إشارات المرور، المكان الجحيــ،مي دا كان شبه الجنة بالنسبة ليا …
علشان هناك كنت بستنا الراجل بتاع الفُل يمر صدفة بين السيارات..
ويبقى قلبي بيدق بسرعة عايزاه يوصل لنا بسرعة علشان أشتري منه عقد فُل قبل ما الإشارة تفتح، والسيارات تزمر، وبابا يتعصب ويشتمني…
ولإني مش هعرف أنادي عليه، بتكسف .. فكنت بعتمد إنه زي الساحر بيقدر يحس الناس اللى قلبها بينادي عليه، فيجي بسرعة.
وفجأة يلحق الراجل يوصل لنا، ويلاحظ عيوني المتألقة وأنا بتنطط من الفرحة لولا إني جوه السيارة فكدا هخبط في سقفها …
يمد الراجل إيده ويلف عقد الفُل على معصمي ويطبطب عليه ..
ببص للعقد بـ فرحة وأشمه وابتسم أوي .. وأنسى إجراءات بتاعة الدفع، وفتح الإشارة، وصوت الدوشة، وتتفيه أبي لإصراري على عقد الفُل.
آخر مرة اشتريت عقد فُل كان من سنين طويلة أوي، أوي ..
بلاحظ بدون وعي مني إني في كل أجازة ومع كل ما الإشارة المرورية بتتلون أحمر والسيارات بتقف، عيوني بتدور على الراجل “صاحب البهجة اللى بريحة الفُل” ..
ساعات حتى مش بركز أنا ببص على إيه، بتفاجئ بنفسي وعيوني بتمسح المكان وبترجعلي زعلانة أنه “مبقاش موجود خلاص يا أمنية “… مصر مبقتش شوارعها ريحتها فُل.
هل يا ترى أصحاب البهجة دول اختفوا، ليا صديق قالي أنه شاف حد من فترة قريبة بس مش عارف موجود بشكل دائم ولا لاء ..
مش عارفة هل في يوم هلاقي صاحب البهجة وهو جاي يجري مستجيبا لصلوات قلبي، ويلف حوالين معصمي عقد فُل ويطبطب عليه ويقولي “أن ممكن حياتي تتلون بالأبيض وتبقى ريحتها فُل، الحبة اللى هيعيشهم العقد على معصمي صامد أدام الحياة القاسية.
#ذاكرة_الروايح
#عقد_الفل
بشكرك على كلامك الرقيق يلي بحرك مشاعر حلوه جوا الواحد
يسلملي مرورك وكلماتك يا لؤلؤتي <3
رووعه المقال امنية ..انا بحب الفل متلك ريحته حلوة كتيرر..
بقالنا كتير ما شوفنا فُل حقيقي يا هبوش، مفتقداه جدا
نفس ذكرياتي بالحرف سبحان الله بجد عشت معاكي لحظه بلحظة وكأنك جدتي زماني ورجعتيني صدقا لأجمل الأيام وللزمن الجميل والحياة الحلوة المشرقة
بجد من قلبي شكرًا
أسعدني بشدة أن أكون سبب في تذكرك لأشياء جميلة . وممتنة لمرورك وكتابتك لهذه السعادة <3