حكاية 2 : اليوم العالمي للتوعية بإيذاء النفس

مازال لدي الكثير في تجربتي مع #إيذاء_النفس ، وممتنة أن #اليوم_العالمي_للتوعية_بإيذاء_النفس اتاح لنا فرصة لتبادل الحديث عن هذا الموضوع الذي يعتبره مجتمعنا وصمه.

لم أقابل شخص كان المحيطين به يعلمون جيدًا أنه يمارس إيذاء النفس ويتصرفون ببرود اتجاه الأمر كما حدث معي، لفترات طويلة كان مشهد الدماء على جسدي وملابسي مظهر طبيعي جدا لا يلتفت له أحد، كأنني شبح غير موجود…

اذكر لمرة وحيدة تسائلت خالتي وأنا أمر من غرفتي للصالة عن سبب الدماء التي تغطي ذراعي، رغم إنني كنت أرتدي ملابس طويلة الأكمام ولكن الجرح كان مازال ينزف .. فردت أمي أنه اتركيها فهذا لا يهم، هي من تؤذي نفسها “مع تعابير وجه فقدان الأمل أو الإحباط مني”.

أعتدت ليومنا هذا الا أجفف دموعي، الا أمسح دمائي، أو أن أغطي جروحي .. فأنا لست موجودة بالنسبة لمن حولي، فلا يفرق مظهري كيف سيبدو.

كان من أسباب إيذائي لنفسي هو أن أثبت لها أنه يمكنني أن أشوه الوجه والجسد الذي يشغل بالي الآخرين، لقد أخبروني أنني أتعرض للتحرش لأن ملامحي أليفة تعطي الأذن للإقتراب والإيذاء، أن جسدي مرعب جدا للمجتمع ولعائلتي فيجب تغطيه بكل الأشكال، وأن يكون له مواصفات معينة لكي تسر الناظرين..

كان ما أفعله هو صرخة لا أستطيع إطلاقها عالية في وجه المؤذيين، أنني لست بضاعة، أنني لست “محترمة ومهذبة” بسبب عائلتي وطريقة ملابسي المجبرة عليها وملامحي الهادئة، أنني لا أوافق على تحكمكم في جسدي أنا.

لم أنتبه لحقيقة أن جسدي رغم درجة حساسيته الشديدة اتجاه الضوء والشمس والتعاملات الطبيعية، الا أنني طوال فترة مراهقتي وشبابي كان جسدي يعيد بناء نفسه بسرعة، لذا ليس لدي علامات تدل على إيذائي للذات، بالطبع فقدت هذه الميزة في الثلاثينيات.. ولكن تلك النعمة لم انتبه لها في وقتها، ولم أهتم بها، بل أستغليتها لتعذيبي أكثر ولسنوات طويلة جدا.

هل سنشفى يوما ما؟

ما عرفته أنه رغم السنوات الطويلة نغير أسلوبنا، ولكننا بحاجة للمعرفة، للحديث، للتعبير عن أنفسنا.. وأن نظل نبحث عن طريقتنا في حب ذاتنا.

فكل الدعم والمحبة لأصدقائي على الطريق المُوحشة ❤

#اليوم_العالمي_للتوعية_بإيذاء_النفس
#SelfInjuryAwarenessDay
#Self_Injury_Awareness_Day

Leave a Comment