ولكن في هذا المسلسل تعرّضوا لـ حكايتين حقيقتين للغاية، تحكي عن المعاناة التي لا يهتم أحد بسردها.
كحكاية الزوجين المثليين “توفر و آلن”، شخصين مميزين، على قدر من الإحترافية في عملهم في مدرسة باليه شهيرة، يُشهد لهم بالمهارة.
ولكن في نفس الوقت كان المدرّب “توفر” يقع تحت ضغط هائل من المجتمع حوله، مما اضطره أن يكون خشن المعاملة لا يُعطي طلابه المودة والحماس والتشجيع الذي يكنّه أي مدرس لطلابه…
لا يستطيع مثلا الإقتراب من طلابه لتصحيح وضعية أجسادهم ليؤدوا الرقصة بشكل صحيح، لا يستطيع الثناء على أحدهم، لا يستطيع السير بجانب زوجه بطول المدرسة وعرضها، بل لا يستطيع التعبير بأي شكل عن الود له بأن يقترب منه في الوقوف، أو يبتسم معه، أو حتى يُمسك يده كأي زوجين في الحياة…
مُضطرًا للتحوّل لصوره قميئة لا تُعبر عن حقيقته، كل هذا وأكثر لخوفه الشديد أن يتم إلصاق تهمة التحرش أو الاعتداء أو استغلال قاصر لمجرد كونه”مثلي الجنس”… فالمجتمع يعتبر أي مثلي عبارة عن مشروع شخص مريض يقفز على البشر ويتحرّش بهم في أقرب فرصة، أو خائفين منه بإعتباره سينقل لهم العدوى فيتحولوا لمثليين التوجه الجنسي أيضًا !.
المثال الثاني كان الشاب القادم حديثًا “ديف”، الذي رغم كونه يعيش الآن في مدينة الأنوار والفن والحرية “لوس انجلوس”، إلا أنه يخاف أن يعُلن عن مثليّته، لذا يتخفّى وراء اسم مستعار وصوره لجذعه على مواقع المواعدة متأملا في صحبة تُبدد الوحدة … ليدخل في علاقات سريعة، خائف من الإرتباط في علاقة طويلة مبنية على المحبة والإعجاب كما حدث له مع “شاين”، لأنه خائف من مجتمع يتصنّع القبول ولكنه يحاربه في كل لحظة، مهددًا أمنه، حارمًا إيّاه من حقه الإنساني في كل مناسبة.
بالإضافة لهذا كالعادة حكى المسلسل عن إعتبار أي راقص باليه ليس “رجل كفاية”، وأن تُلصق به صفة الإنوثة كأنه من العار أن تكون إنسان سوي قادر على التعامل مع مشاعرك.
رغم بعض المشاكل التي يعاني منها المسلسل في السيناريو على سبيل المثال، ولكني أحببت هذا التطرّق.. وأتمنى أن تُعرض لنا حقيقة الأمور بين حين وآخر، وألا نُترك للقوالب والأمور المُضللة.
#tiny_pretty_things
Leave a Comment