حيلة نفسية دفاعية The Pharmacist

في الفيلم الوثائقي متعدد الحلقات The Pharmacist على شبكة Netflix، بذل الأب الغالي والرخيص ليكتشف قاتل ابنه، فتكاسل الشرطة كان محطمًا لأعصابه ويصيبه بالغثيان.

فلقد توقفت جهود الشرطة فور مقتل الشاب، فهو من وجهة نظرهم مجرد شاب أحمق قُتل أثناء محاولة شراء المخدرات.

لذا بعد الكثير من السهر والتعب والتفكير والمتابعة استطاع الأب التوصل للقاتل وتقديمه للمحاكمة، لتهدأ روح ابنه بعدما تم الاقتصاص من قاتله.
الحكاية لم تنتهي عند هذا الحد، حيث توقعنا أن هذه هي نهاية الفيلم ، ولكن الحقيقة أن الأمر لم ينتهي بعد.

فالأب أوجد لنفسه قضية كبيرة ينغمس فيها، وهي صرف المسكنات والأدوية التي يسهل إدمانها بسبب تكاسل الأطباء وصرفها بداعي أو بدون.

عمل على تلك القضية كما فعل في قضية ابنه بالضبط، رغم التهديدات بالقتل اللي واجهته ولكنه لم يتوقف.. رغم محاولات زوجته وابنته أن يتوقف فيكفي بحث وأوراق وشد أعصاب وخوف وأنهم بحاجة بناء حياة جديدة ولكنه أيضا لم يتوقف.

أنا لم أكمل مشاهدة بقية حلقات الوثائقي، فلا أعرف النهاية ولكني وقفت مصدومة عند رؤية حقيقة الأمر، تلك الحقيقة التي أشعر بها ولكني لم أترك لعقلي فرصة لإستعابها.. أم تراني خائفة من فهمها ..

هناك تشابه كبير بين قصة هذا الأب وقصتي…

الحكاية ببساطة عندما مات ابنه، لم يستطع التعبير عن حزنه، وغضبه، أو قهره ويأسه… حياته “التي كان يعرفها” توقفت بالكامل.. تعطلت المشاعر واختفت معاني كتيرة مثل الأمل في الغد، وهدف الحياة وغيره ..

فـ رد فعل مختلف قرر طحن نفسه في هدف أكبر .. وهو أن يقتص لابنه.. وعندما نجح بالفعل.. رجع ليجد الألم واليأس واقفين له عند الباب لـ يتلقفوه ..

خاف وهرب وبحث سريعًا على “هدف آخر للحياة من وجهة نظره”، لكنه للأسف هدف ليس له.

حياتي كانت ممتلئة بالوجع والخوف والإهانة والغضب.. كنت في سجن طويل، كنت أقنع نفسي إنني أوجد لها “بعض الحياة” خارج هذه الدائرة الجهنمية وأنهم لم يسرقوا كل عمري.

ولكن عندما رحل السجانين .. تعطلت.. لا أعرف ماذا عليّ أن أفعل في الحياة .. ليس لدي قدرة أو رغبة في السير خطوة واحدة للأمام …

فشغلت نفسي في قضية كبيرة وهي ميراثي .. ولإني ساذجة توقعت أن الميراث هتتحل أموره في شهرين تلاتة ..

مُعالجي في 2019 حذرني أن لا أترك أمر الميراث يأكل بقية عمري فأكمل ما كان يفعله الآخرين بي.

ولكن بعد سنة و 6 أشهر لا أعرف ما الذي عليّ عمله غير قضاء وقتي في معارك الميراث التي لا تنتهي… رغمًا عني أصبحت أحارب في معارك ليست لي بشكل كامل.. أعرف أن الميراث هو حقي ومن الضروي الدفاع عنه، ولكن ماذا عني أنا كإنسان، ومحاولة إيجاد “حياة جديدة” وسط هذا الحُطام.

غُيبت عن عمري قهرًا، والآن لم أعد أعرف الطريق، لم أعد أملك الزاد له لا جسديًا ولا نفسيًا… لا أملك من مفردات الحياة غير “الموت”، الذي لا أحصل عليه بسهولة عندما نطلبه ونرجوه من إله لم أعد أثق في مساندته.

#حكي
#ضياع

Leave a Comment