ثلاثية العراب / The Godfather

كانت تتم مُعاتبتي عن “كيف أنه حتى وقت قريب لم أشاهد ثلاثية ” العراب/الأب الروحي/The Godfather”

ولكني كنت مؤمنة أنه في الوقت المناسب سأشاهده، لأنني أريد أن استمتع بالمشاهدة وليس المنافسة أو التشدق بكوني أعرف كلاسكيات السينما فقط، أو ما يتحدث عنه الكثيرون.

هذا الأسبوع أتممت مشاهدة الثلاثية، وأسعدني الحظ في مناقشة الكثير من الأفكار مع أختي وصديقي “آسر”، وهذا ما شجعني لكتابة بعضًا منها هنا، حيث ستكون بدون ترتيب واضح.

الفيلم يحكي عن أول من صنع عالم جماعة “كورليوني” وما يسموه بالأب الروحي “فيتو”، حيث نتعرف على سطوته وقوة شخصيته وحضوره والخيط اللطيف الذي يربطه بالناس، فهو يهتم بإقامة العلاقات الإنسانية، يهتم بعائلته ويعرف أفرادها بالإسم ..

ينقلب الأمر عندما يوضع في إختيار الشراكة مع أحد أفراد العصابات الأخرى التي تتاجر بالمخدرات، والتي كانت بعيدة عن مبادئ “فيتو”، يتعرض لمحاولة قتل فاشلة، يموت ابنه الأكبر، تحدث عدة اغتيالات وتخريب أعمالهم وحرب عصابات، لا يجد الإبن الأصغر “مايكل” حل غير الإنخراط في عوالم والده وخاصة أن الأخ الأوسط لا تناسب شخصيته هذا المنصب الضخم…

بهذا ننتقل للجزئين الثاني والثالث من سلسلة فيلم The Godfather، الذي سيحكي عن كيف يدير “مايكل كورليوني ” العائلة وشئونها بين المكاسب والخيانات والقتل… لينتهي الأمر بتسليم السلطة لزعيم جديد وهو “فنسنت”.

::: ملحوظة: هناك حرق للأحداث::: 

– من الصعب عدم ملاحظة الطعام في الفيلم وخاصة الجزء الأول منه، فهو لم يكن مجرد ديكور، بل عن طريقه يحكي المخرج عن إيطاليا الحقيقية والتي ستراها على مائدة كل بيت إيطالي سواء صغير أو كبير… وكيف أن الرجال يطبخون لبعضهم البعض قبل عمليات القتل والإتفاق عليها، وكيف أن الطعام عنصر أساسي في الفرح والعزاء، وأن زيت الزيتون البِكر والخبز في يد وفم كل إيطالي أصيل.

– المجتمع الإيطالي شرقي العقلية جدا، يميل لحماية الشرف، والرغبة في عزوة الأولاد، وترابط وتشعب العائلات، وعدم نسيان الإنتقام.. لذا فنساؤه يائسات عديمات الحيلة، يقبلون الضرب من أزواجهن، وخيانتهن والزواج الكاثوليكي الأبدي كإلابنة “كوني كورليوني”، فكان من المفهوم أن “كاي” زوجة مايكل “الأب الروحي الجديد” الأمريكية ستكون حياتها مختلفة، فهي فتاة متعلمة وكانت تعمل قبل الزواج، وترفض عمل زوجها كرجل عصابات.

– “فريدو كورليوني ” الأخ الأوسط لم يخرج عن “المتعارف عليه من متلازمة الأخ الأوسط” الذي فقد نفسه بين أخوته، فلا هو حصل على قوة وسيطرة وأهمية الطفل الأكبر، ولا محبة وتدليل الطفل الأصغر، فيضل الطريق ليكون فزاعة لا تغني ولا تُسمن من جوع، ليظن أن بخيانة عائلته يمكنه أن يحصل لنفسه على حياة خاصة يكون فيها هو “البطل”.

– “مايكل كورليوني ” الشاب الذي كان يجري بأقصى قوته ليبتعد عن “نشاطات عائلته” المرفوضة وغير الشرعية، فأتم تعليمه الجامعي فسارع بالإلتحاق بالبحرية ليثبت لنفسه أنه “أمريكي” تماما يمكنه أن يضحي بحياته من أجل الشرعية والاسم الذي يخلو من أي عيب، ليجد نفسه لا مفر من أن يتقلد أصعب منصب في الوجود، وأن يكون هو المنارة لعائلته وليصمد بهم وسط الأمواج … كان شرس لا يقيم علاقات حقيقية مع الموجودين على عكس والده “فيتو”، فهو لم يختر طريقه، محصور في دور ليس دوره، تتنازعه أفكاره عن عدم مشروعية ما يفعله، وبين كيف يلعب بحرفية قوانين العوالم السفلية والعصابات.

فأتى مشهد “تعميده” في الكنيسة مهيبًا ممتلئ بالمشاعر، فهو في تلك اللحظة التي كان يقسم فيها أمام الكنيسة بالكامل عن كيف سيحمي ابن اخته من الشرور وطريق الشيطان ليكون أبًا روحيًا له، وفي نفس الوقت على الجانب الآخر ينفذ رجاله عمليات قتل صريحة توضح أنه اليوم قد جاء “أب روحي” جديد للعائلة شرس لا يخاف أحدًا.

بالتأكيد مازال لدي ملايين الأفكار والمشاعر التي سأتذكرها عن هذه الثلاثية … حتى هذا الحين، سأكتفي بهذا القدر.

#thegodfather
#the_godfather
#ثلاثية_الأب_الروحي
#الأب_الروحي
#العراب

Leave a Comment