فتوى لكل مواطن

::Photo credit goes to its owner::

أصبح من المعتاد أن تسأل الناس عن فتاوى لأي شيء.. وكل شيء حرفيًا حتى لو كان منطقيًا مثل أن “هل أُفطر وأنا أعاني من ألم شديد ولا أستطيع التنفس؟!!”…
 
وهناك من يسأل لمجرد السؤال – فراغ – مثل ذاك الرجل الذي أتصل على شيخ في أحدى اللقاءات التليفزيونية يسأله عن “كيف يمكنه أن يجد قِبلة للصلاة في الفضاء”؟
 
التعليم المشوّه الذي نتلاقه من كل مكان، وعظمه الشيوخ – سواء من خريجي أماكن علمية مُعترف بها، أو من يطلق عليهم الناس لفظ شيخ لمجرد أنه يُصلي في زاوية صغيرة بالشارع ولديه لحية – نجح في جعلنا مجموعة من “الحمقى” الذين لا ولن يفكروا للحظة .. فكأنه من الطبيعي أن يضع كل فرد شيخ في جيبه يُخرجه في أي وقت لسؤاله عن أساسيات وأمور بديهية…
 
“فتوى لكل مواطن”
 
لقد تم تناسي العبارة الأجمل على الإطلاق وهي “استفتي قلبك” ..
 
لقد قصد هؤلاء المتنطعين في الدين أن يشوهوا هذه البوصلة عندما ظلوا يشككونا في هذه الفطرة، وإنها ليست كما خلقنا الله عليها، مبررين أن الإنفتاح والحياة التي نعيشها لن تجعلها قادرة على تحديد الخير بل دائما ستختار الشر والذنب.
 
تناسينا أن في كل شيء في هذه الحياة له أراء وتفسيرات عديدة.. ولكنهم عودونا أن “الدين مشقة” يعني لازم تطلع عينك وتكره نفسك وحياتك علشان تحس إن كدا ممكن تاخد ثواب ويبقى مكانك الجنة.
 
فيه شخص دخل لدار الإفتاء المصري معترض على أن زكاة الفطر هذا العام حدها الأدنى “13 جنيه”، فقال مستنكرًا ” هل تريدون أن تسهلوااااا على الناااااس”؟
 
جملته مُرعبة للغاية، الرجل يطالب دار الإفتاء أن تصنع فتوى تناسب أفكاره هوه .. ولكن ما يحدث للأسف مفهوم … هذا التشوه الذي أصاب الكثيرين إلا من رحم ربي صُنع عندما تشوهت فطرتنا الحقيقية وظننا أن الله شرير، غضوب ينتظر أن تُصالحه بالغالي والرخيص…وأن أي سبيل للسعادة والرحمة والتسهيل في حياتك تعني أنه “بيرقدلك على مصيبة وهتطلع من عينك”.
 
توقفت من سنين أن أنتظر فتوى تفصيلية .. أقرأ عن الموضوع ثم أختار ما يُمليه عليا قلبي وأنفذه حتى لو لم أجد له نص مخصوص ومشابه لحالتي ..
 
استفتوا قلوبكم .. فأنتم صُنعتم من روح الله
 
والله يتعامل مع قلوبنا
#فتوى
#فطرة
#استفتي_قلبك

Leave a Comment